کد مطلب:266828 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:270

سوره آل عمران، آیه 141
«وَ لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَمْحَقَ الْكافِرِینَ»

أخرج الفقیه الشافعی (الحموینی) بسنده المذكور قال:

عن سعید بن جبیر عن ابن عباس (رضی اللّه عنهما) قال: قال رسول اللّه صَلَّی اللَّه عَلیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم:

ان علیاً وصیی و من ولده (القائم) المنتظر الذی یملأ به الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً، و الذی بعثنی بالحق بشیراً و نذیراً ان الثابتین علی القول بإمامته فی زمان غیبته لأعز من الكبریت الأحمر.

فقام الیه جابر بن عبداللّه الأنصاری فقال: یا رسول اللّه و للقائم من ولدك غیبة؟

قال صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: أی و ربّی «وَ لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَمْحَقَ الْكافِرِینَ».

یا جابر: إن هذا لأمر من أمر اللّه، و سرّ من سرّ اللّه من سر علّته مطویة عن عباده فایّاك و الشك، فان الشك فی أمر اللّه عزوجل كفر. [1] .

(اقول) و ممن أخرج الحدیث ابن خلدون فی (مقدمته). [2] .

و هكذا اخرجه ایضاً عالم (الشافعیة) الحافظ نور الدین علی بن ابی بكر الهیثمی فی كتاب مجمع الفوائد و منبع الفرائد [3] و غیرهما.

(الكبریت الاحمر) من معانیه الذهب الاحمر ای الخالص و المقصود: أن المؤمن بالإمام المهدی عَلَیهِ السَّلام فی أیام غیبته اقل وجوداً من الذهب الخالص.

و وجه الشبه: هو أن الذهب الخالص قلیل الوجود لأن الذهب غالباً - مصوغاً و غیر مصوغ - مخلوط بغیره من نحاس، أو صفر، أو نیكل، أو غیرها.

و المؤمن بالإمام المهدی عَلَیهِ السَّلام أقل وجوداً منه (و فی هذا) الحدیث دلیل علی أن (غیبة) الإمام عَلَیهِ السَّلام سببها امتحان الناس، و تمحیص المؤمن الخالص، و الكافر، و المؤمن المغشوش.

(فالكافر) بالإمام یمحق و یضمحل، و المؤمن المغشوش ینكر الامام المهدی عند طول غیبته فینطبق علیه حدیث الرّسول صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: (من انكر خروج المهدی فقد كفر بما انزل علی محمّد) [4] و المؤمن الخالص یبقی علی الاعتقاد بإمامته مهما طالت الغیبة.

قوله صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم: (ان هذا الامر) الظاهر أن المراد منه وقت ظهور الإمام عَلَیهِ السَّلام.

قوله صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم (و ایاكم و الشك) یعنی: اذا طالت الغیبة فلا تشكوا فی الامام، و لا تقولوا: لو كان لظهر. فانّه كفر - كما اسلفنا حدیث النبی صَلَّی اللَّه عَلیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم -.


[1] فرائد السمطين: المجلد الثاني آخره.

[2] مقدمة ابن خلدون: الصفحة 269.

[3] المجلد 7، الصفحة 318.

[4] ينابيع المودّة: الصفحة 447.